إذا كنت تعجب كيف استطاعت الدعوة إلى الشذوذ والتحول الجنسي وإنكار تصنيف الجنس ذكر أو أنثى، أن تشق طريقها في الغرب وتقنع الجموع الغفيرة بالوقوف معها ودعمها، بل استطاعت أن تحييد بعض الدعاة في الغرب المحسوبين على الإسلام من أن يقفوا ضدها، وجعلت البعض الآخر يذهب إلى مساندتها ودعمها. حتى بدأنا نرى بين ظهرانينا من يرفع بذلك عقيرته.
فبنفس الحجة والمنطق والآلية التي استطاع فيها هؤلاء النجاح في الترويج لطريقتهم المعارضة للفطرة البشرية، التي هي محل اتفاق البشرية حتى ظهور هؤلاء الشُذّاذ، كذلك استطاع الملاحدة أن يُسوِّقوا باطلهم ويقنعوا به كثيرا من السذج والمغفلين.
فإذا استطاع الشواذ بمنطقهم الفاسد أن يجدوا لهم كل هذا القبول، فما بالك بالإلحاد، لا سيما إن كان دعاته علماء أكاديميين في العلوم التجريبية وقادة العلوم في الجامعات الغربية، الذين يشرفون على تدريس أبنائنا المبتعثين. فكثير من الأكاديميين الغربيين دعاة للشذوذ وأنصاره، وهم أنفسهم من يقودون حملات نشر الإلحاد بنفس المنطق المليء بالمغالطات والتلبيس.
فلا عجب بعد ذلك أن ترى طلابا نجباء لهم من بني جلدتنا ممن أعمى الله بصيرتهم وبصرهم وعطلوا عقولهم، قد نصَّبوا أنفسهم أبواقا لهؤلاء الملاحدة، في محاولة بائسة منهم للتلبيس على عامة المسلمين.
فيا أبناء وبنات المسلمين يا من فتنتم بنمط الحياة الغربية، اقرأوا ما يلي لتروا أين وصل الغرب المتحضر، سيد العلوم والتقدم:
خرج مؤخرا في أمريكا فيلم وثائقي بعنوان " ما هي المرأة؟"
What is a Woman?
وأقام مقدم البرنامج لقاءات كثيرة مع أنصار الشواذ والمتحولين جنسيا، منهم أكاديميين، وأخصائيين في الجندر، محاولا أن يجد منهم ردا على السؤال، فوالله إنك لتعجب من كمية المغالطات، والحجج غير المنطقية، والتدليس بعبارات عاطفية، ومحاولات التهرب من تعريف المرأة بالتعريف البيولوجي، وهي التي عندها أعضاء أنثوية.
لأنه يجوز عند القوم أن يكون للمرأة أعضاء ذكورية كما يجوز للرجل أن يكون عنده أعضاء أنثوية، فلا حد للتمييز بينهما إلا بحسب كل فرد وما يُعرِّف هو به نفسه!!
فعندهم إذا رأيت امرأة في الشارع فلا تقل هي امرأة لأنها قد لا تقر لك بذلك وترى نفسها رجلا! أو لا ترى نفسها رجلا ولا امرأة! فالذكورة والأنوثة عندهم هي ما يقرره الفرد لنفسه ولا صلة لبنيته البيولوجية في ذلك!
لذلك لا تعجب إن رأيت في الغرب رجالا بلحى وشوارب يلبسون ملابس نسائية ويضعون مساحيق نسائية!
ثم يأتينا أحد المحسوبين على الفكر في الساحة العربية ليقول: دعوهم وشأنهم لطالما أنهم لم يؤذوا أحدا! فما أقبحه من طلب وما أشنعه من تطبيع. غافلا الفَهِّيم أن الأمر سينتهي بنا -إن سمحنا لهم- إلى ما وصل إليه الحال في الغرب، من خروج إلى الشارع والمطالبة بمزيد حقوق، وسن قوانين، كعدم الاعتراض على الأبناء والبنات إن أظهروا ميولا منحرفة، أو أرادوا حتى التحول جنسيا!
فهل رأيتم إلى أين وصل السفه بالقوم، فالمسألة ليست حجج وبراهين منطقية ضل بسببها الناس، وإنما أطفال وشباب تم عزلهم عن العلم والدين، فوجدوا أنفسهم أمام إعلام شرس جذاب موجه بعناية ومدعوم سياسيا لتجريدهم عن هويتهم، وإلباسهم هوية أخرى ذات قيم غربية منحلة.
وللأسف، السبب الرئيس وراء ضياع النشء هما الأبوان، اللذان تنصلا عن دورهما، وتركا تربية وتنشئة الأطفال للأجهزة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، وأفلام الكرتون، وألعاب الفيديو، الملغمة كلها بالسموم الفكرية، والضلالات العقدية، والانحرافات الأخلاقية.
فلنتدارك ما بقي من عمر، وليقم كل منا بدوره تجاه أطفاله، ودعونا من منطق أنا أثق بولدي، أنا محافظ وأمه محافظة، ويظن المسكين أن صلاح ولده سيكون تحصيل حاصل، لا يحتاج إلى متابعة وإشراف وتربية دائمة.
فإن قمنا بدورنا كما ينبغي، لنا بعد ذلك أن ننتظر أمة عزيزة منيعة قادرة بحول الله وقوته على قمع جحافل الرذيلة والإلحاد، وصد إرهابهما الفكري والعقدي ببراهين شرعية وعقلية دون هوادة.
نسأل الله أن يحفظ أولادنا، ويصرف عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويرزقنا ويعيننا على حسن تنشئتهم.
Yorumlar