بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، وبعد.
في زمن الانفجار المعلوماتي العظيم، وسهولة انتشار المعلومة؛ تضغط زرًا فإذا بك تقرأ ما تريد، وتشاهد ما تشتهي. انفتح العالم بعضه على بعض، وتحطمت الحواجز الجغرافية، وذابت الفوارق العرقية، ولم تعد اللغة معوقًا، وصار مَن شاء يعرض ما يشاء، على من شاء، ومن لم يشأ، في أي مكان شاء.
وقد استفاد الناس كثيرًا من هذا التغير في تعلم ما ينفعهم ويصلُح دينهم ودنياهم، إلا أن هناك من أساء توظيف هذه النعمة، واستغلها لأغراض وضيعة، أضرت بالكليات الخمس: الدين، والنفس، والعقل، والنسل، والمال.
وللأسف كان الحظ الأوفر في ذلك للدين، فكان أكثرها عرضة للطعن والتهكم والتشكيك من غيره.
فما يتعرض له المسلمون اليوم في دينهم من ثلب وتشكيك، عمَّ أذاه، واستفحل شره، حتى وصل دويُّه كل دار، وتركت أثاره الناسَ على أحوال، فمنهم محتضر يلفظ آخر أنفاسه، ومصاب يثعب دمًا، ومخدوش يرجو إلتئام جرحه، وناجٍ سلمه الله وعافاه. فلا على صغيرٍ أشفقت، ولا كبيرًا وقرت.
فالمتابع للأمر يدرك أن الحرب قد استعر لهيبها، وأن القوم قد أجلبوا على الدين بخيلهم ورجلهم. فلم يألوا جهدا في استمالة القريب والبعيد؛ ليصطفوا في خندق واحد أمام الإسلام والمسلمين.
لهذا كان من الحكمة والحزم أن يجِدَّ أهل الإسلام في عرض حججهم القوية أمام جيوش الباطل الهزيلة؛ لإبطال قذائف الشر المنصبة على ديار المسلمين، وقد علت أسوارهم، واخترقت حصونهم، وأصابت بعضَ ديارهم، ولوثت أجوائهم.
في هذا المقال سيتم بيان كيفية الرد على الشبه من وجهين؛ وجه مجمل، وآخر مفصل. فالرد المجمل ناجع لإبطال العدد من الأباطيل بسهم واحد، يصيب جميعها في مقتل، ويرديها صرعى، فلا يُبقِ لها باقية، ولا يصل كِيرها إلا لمن اتبع هواه وأضله الله على علم. وهذا الطريقة إن أحسن المسلم توظيفها، واستثمرها بمهارة وقوة، استطاع أن يلجم بها الملحد المشاغب؛ ويرشد اللاأدري[1] الحائر؛ ويهدي الربوبي[2] المكابر؛ ويأخذ بيد المسلم الشاك، ويعزز يقين المسلم الواثق.
ولنأخذ شبهة واحدة كمثال، وننظر من خلالها كيفية التعاطي معها. ولنبدأ بالرد المجمل.
فمثلا: قول المعترض: لماذا فرق الإسلام بين الذكر والأنثى في الإرث ولم يسوِّ بينهما حيث جاء في القرآن (للذكر مثل حظ الأنثيين)الآية؟
فقبل الإجابة على المعترض، وقبل الإنجراف بالرد المفصل، الذي قد يطيل عليك الطريق بما سيتخلله من اعتراضات ومناكفات، فإنّا نسأله، ما هو المعيار عندك في الاعتراض على هذا الحكم الذي ذكرته الآية؟
فهذا السؤال ينبغي أن نضعه أمام كل شبهة ترمى في ساحة المسلمين مهما كان شكلها ولونها.
فإن قال: الأمر بدهي!
قلنا له: بدهي بأي معيار أو مقياس؟
فإن قال العقل دل على صحة الاعتراض، والعقل يقتضي أن نسوي بينهما!
قلنا له: عقل من؟
فإذا كنت ستتكئ على العقل، فإنّا نقول لك إن عقل أكثر من بليون ونصف مسلم بإناثهم وذكورهم، لم يجدوا غضاضة في قبول هذا الحكم. بل خلافًا لما تظن فإنهم رأوا أن هذا الحكم غاية في العدل، ومنتهى الكمال التشريعي، يدل على شمولية الشرع، واستمرار صلاحيته. بل أكثر من ذلك، على مدى أربعة عشر قرنًا -على الرغم من مرور هذه الأمة بتذبذب بين صعود وهبوط وقوة وضعف- لم يعترض عاقل على هذا الحكم. وإنما ظهرت بعض الأبواق النشاز في هذه العصور المتأخرة، المتأثرة بالثقافة الغربية، أرادت أن تستنسخ إسلامًا يحاكي المقاييس والمفاهيم الغربية، فأخرجت مسخًا أقرب في هيئته وهويته إلى الغرب منه للإسلام. وهذه الشرذمة المخالفة، لا وزن لخلافها أمام إجماع أمة المليار والنصف مسلم.
فإن قال: المعيار عندي، هو الرقي والتقدم الذي وصل إليه الغرب، والنموذج الحضاري الفريد المذهل الذي يقدمه.
فإنَّا نقول له: ومن قال إن المعيار الغربي هو المعيار الأمثل، الذي يجب أن يتبع ولا يحاد عنه. لا سيما أننا نرى اضطراب المعايير عندهم، وعدم استقرارها. فما كان بالأمس سيئا ضارًا، صار اليوم طيبًا نافعًا. وخذ على ذلك مثالا: بالأمس كان مجرد وجود مثليين في المجتمع أمر مرفوض مذموم، واليوم صار زواج المثليين قانونًا متبعًا، يتم عيانًا، وبمباركة الكنيسة؛ ولا يزال القوم في انحدار أخلاقي مقلق.
فعن أي معيار تتحدث ونحن نرى المواطن الغربي يشتكي من التمزق الأسري، واندثار القيم، وقلة الأمن، واختلال الطمأنينة، وشيوع الاضطرابات النفسية التي لم يعرف العالم لها مثيل من قبل؛ بل تفشي الجريمة في أسوء صورها، حتى فاقت الإحصائيات الدول النامية بمفاوز. فالجريمة عندهم في ازدياد، من: قتل، وسرقة، وانتحار، وحوادث سير، واغتصاب، وتحرش. فقد ذكرت احصائيات أمريكية على الصفحة الرئيسة لمنظمة (RAINN.org) أنه في أمريكا تُغتصب امرأة كل 98 ثانية! وهذه الإحصائية للحالات المبلغ عنها فقط!
بل ذكر الرئيس الفرنسي ماكرون مؤخرًا في فرنسا، كل ثلاثة أيام تقتل امرأة من قبل زوجها أو عشيقها، كما نقلت ذلك قناة البي بي سي[3]؛ طبعا كل ذلك يعود إلى تفشي الخيانات الزوجية، وعدم وضع قوانين صارمة للحد من ذلك. بل أسوء من ذلك، فقد ذكرت صحيفة الهافينجتون بوست، في أمريكا ثلاث نسوة يقتلن في كل يوم من قبل أزوجهن أو عشاقهن[4].
فكيف نثق بهذه المعايير؟ ونحن نرى ونسمع ما أدت إليه من تمزق أسري، وانحلال اجتماعي، وسقوط أخلاقي، واضطراب نفسي يجعل الولدان شيبا!
فما الذي يجعلنا نقدم هذه المعايير على غيرها؟ ونحن نرى العقلاء في الغرب يلفظونها، ويكشفون عوارها، ويحذرون من سوء عواقبها. فالدارس والمتأمل بموضوعية لهذه المعايير، يرى بجلاء خطرها وضررها، ليس على الغرب فحسب، بل على البشرية عامة.
وقد نقلت لكم حالهم وواقعهم من خلال احتكاكي بهم، ومخالطتي لهم؛ فقد عشت في الغرب أكثر من ست سنين، ورأيتهم عن قرب.
فأقول: إن المعيار القويم في معرفة ما هو مصلحة وما هو مفسدة، وما هو حق وما هو باطل، هو معيار المطلع على هذا الكون بأكمله، العالم بدقائقه، الخبير بما يؤول إليه أمره. فمن كان هذا شأنه فإنه الأولى لأن يضع المعايير التي ينبغي أن يتعامل بها البشر. فإذا قال المولى عز وجل: (للذكر مثل حظ الأنثيين) قلنا: سمعنا وأطعنا؛ لأننا ندرك أن الحُكم إنما أتى من الحكيم العليم الخبير القدير سبحانه.
وبعد هذه المقدمة، ننظر في حال المعترض، إن كان ملحدًا أو لاأدريا فإننا نناقشه في براهين ربوبية الله عز وجل؛ إذ لا ثمرة من الخوض في مسألة فرعية عند عدم التسليم بتأسيس الأصل.
وإن كان ربوبيًا -يعتقد أن الله عز وجل خلق الكون ثم تركه ولم يرسل رسلا، كما يقول بعض الفلاسفة-، فإننا نعرض عليه براهين النبوة، ونثبت له أن القرآن لا يمكن أن يكون إلا كلام الله عز وجل، وأن هذا الحكم الذي اعترضت عليه إنما ورد في كتابه الكريم. وإن كان الحكم مذكورًا في السنة، فإننا نبرز له دقة صناعة علم الحديث، وأنه لم تأتِ أمة على مر التاريخ بمثل ما أتى به المسلمون من العجائب والدقائق في حفظهم لتراثهم من خلال هذا العلم الفريد.
وأما إن كان المعترض مسلمًا فإننا نذكّره بأن ما اعترضت عليه إنما هو صريح كلام الله عز وجل، الذي أخذت الأمة بظاهر دلالته منذ زمن النبوة إلى يومنا هذا. فهل يعقل أن يترك ربنا عز وجل الأمة على مدى أربعة عشر قرنا في عمى وضلال عن هذه المسألة، حتى يأتى دَعِيٌ نكرة ليزعم أنه بعد 1400كشف للأمة خطأها، وبيّن لها ضلالها!!
فمثل هذه الاعتراضات لم تطرأ على الأحكام الشرعية إلا في هذه الأزمنة المتأخرة، ومن فئة ظهر بجلاء للعاقل تخبطها واضطرابها؛ فالمعيار عندهم ما هو إلا هوىً محض؛ فلا امتثال لمنطوق اللغة، ولا إلتزام بمفهومها، وإنما تمرد واضطراب، بل أعمَلوا معاولهم للسعي لهدم ثوابت الشريعة وأصولها، بناء على زعم أن هذا ما اقتضته معايرهم المخترعة.
وأما الرد المفصل، فينبغي أن يعلم القصد من إيراده، وهو بيان أن لا تعارض بين شريعتنا والعقل الصحيح البتة، وأن جلب المصالح للبشر يُعد أصلًا عظيما قامت عليه الشريعة. وأن هذا الرد ما هو إلا لبيان بعض ما اتضح لنا من الحِكم والتعليل لحُكم ربنا الواحد الجليل. وإنما يحسن ذكر الرد المفصل حتى تغشى الطمئنينة قلب المضطرب الثائر، ويسبغ برد اليقين فؤاد الشاك الحائر، وتُقام الحجة على الصائل الجائر.
ولعله من خلال المثال يتضح المقال:
هب أنّ أبًا أرسل ابنه وابنته للدراسة في بلاد أخرى، وأعطى كل واحد منهما عشرة الآف ريالا؛ وقال للابن الأكبر، عليك أن تدفع من نصيبك تذكرة أختك، وأجرة سكنها، ونفقة طعامها ولباسها، بل وتدفع رسوم دراستها كذلك؛ وأما نصيب أختك، فهو لها تعمل به ما تشاء، وليس لك أن تأخذ منه شيئا إلا أن تتطوع هي.
فما تقولون أيها المعترضون، هل يكون هذا الأب قد أحسن في صنعه هذا أم أساء؟
فالمثال يعكس صورة واقعية لمكانة المرأة في الإسلام، ودور الذكر تجاه من تحته من الإناث. فالمرأة في الإسلام لها مكانة لم تصل إليها امرأة في الأمم الأخرى ولا تدانيها. فالمرأة محفوظة، عزيزة، كريمة، تجد ما يغنيها ويعفها وهي أم، وهي زوجة، وهي ابنة، وهي أخت. فلا تحمل هم الخروج لطلب الرزق وتحصيله، ولا يجب عليها البتة أن تعول من حولها من أقاربها، بل الواجب في ذلك كله على الذكور فهم مسؤولون على شؤونها وحاجاتها دقها وجلها.
فأخبرني بالله عليك في أي ملة تجد المرأة مثل هذه الحفاوة؟
فانتقاد الغرب لتقسيم الإرث قد يَسلم لهم، إذا لم يكن الذكر ملزمًا بالنفقة على من تحته من النساء. فتنفق المرأة على نفسها، وينفق الرجل على نفسه. لكن حقيقة الأمر في الإسلام ليس كما هو الحال في الغرب، فالمرأة في الإسلام واجبٌ على الرجل أن ينفق عليها، ويقوم على حاجتها؛ لأجل ذلك، ينبغي أن نوضح هذه الصورة للغرب حتى يدركوا الفرق بيننا وبينهم في التعاطي مع قضايا المرأة، فإنهم عند ذلك سيدركون مدى أنصاف الإسلام المرأة ورفقه بها.
عندما ننظر اليوم إلى المرأة في الغرب -الذي يدعي بعضهم أنه مرجع القيم السامية وأنه مثال المساواة- نجدها تأخذ راتبًا أقل من الرجل، حسب ما ذكرت صحيفة فوربس وعدة مواقع حقوقية غربية[5]. فأين أبواق الغرب ونخاسيه؟! وأين أصحاب دعوى ظلم الإسلام للمرأة من هذه التفرقة المقيتة؟
فبسبب دعوى التسوية بين الجنسين، صار على المرأة من الواجبات تجاه عائلتها كما هي على الرجل. فاضطرت المسكينة في الغرب إلى الخروج للعمل، فزاحمت الرجل في بيئات العمل، وعرَّضت نفسها لمرضى النفوس، هذا يرميها بنظرةٍ، وذاك يطالها بيده؛ كل ذلك كي تقوم بما أكهلت به عاتقها السلطة الذكورية الغربية، التي تنصلت عن دورها تجاه هذه المسكينة.
أخبرني أحدهم عندما كان في فرنسا يدرس، رأي امرأة حُبلى معلقة على سقالة عمارة تعمل في البناء؛ ولك أن تتصورها وهي في منجم تستخرج الفحم، أو تدور في سيارة القمامة بين الشوارع لجمع النفايات، فكل هذه وغيرها مجالات أقحمت فيه المرأة بحجة أنه لا فرق بينها وبين الرجل!
وحقيقة الأمر أن هذه المساواة المدعاة ليست مطردة، فإذا نظرنا إلى عالم الرياضة في الغرب، سواء كان في كرة القدم أو السلة أو الطائرة أو السباحة أو غيرها، لا تجد أي لعبة يشترك فيها الرجل مع المرأة، وينافسها فيها، لأنهم يدركون أن لا تكافؤ بينهما، وأنه في هذا الموطن جمعهما والتسوية بينهما يضر بالمكاسب المادية التي تحققها الرياضة من حيث الإمتاع وقوة التنافس.
فبالله عليكم، من الذي اضطهد المرأة؟! فإذا كان الإسلام قد اضطهد المرأة حسب زعمكم، فنرجو من المعترضين أن يفسروا لنا المعضلة التالية. ما بالنا نرى المرأة الغربية أكثر اعتناقًا للإسلام من الرجل؟ ولماذا قررت مجّ قيم المساواة الغربية السامية ورفضها، والانحياز إلى قيم الإسلام الجائرة –على زعمكم؟!
فإن عجزتم عن التعليل، فإنا نقول لكم الجواب على ذلك يسير جدًا، وهو أنها نظرت لقيم الإسلام بموضوعية، وقامت بمقارنة يسيرة بين حال المرأة في الإسلام وحالها في غيره، فاختارت الأكمل والأصلح لها.
فهذه صحيفة الإندبنت البريطانية نقلت في مقال لها أن ثلاثة أرباع الذين أسلموا في بريطانيا نساء[6]!
لهذا ظهرت بعض الحركات النسوية في الغرب تدعو إلى التمرد على المجتمع الذكوري، الذي لم تتجاوز نظرته لها عن كونها أداة لإشباع رغباته وشهواته. وهذا برهان على التيه الذي تعيشه المرأة في الغرب، وأنها تبحث عن ما ينجيها مما ورطتها به السلطة الذكورية في الغرب. ولهذا متى ما عُرضت تعاليم ومبادئ الإسلام الصحيحة النقية على المرأة الغربية، تجدها تُقبِلُ عليه بلا هوادة ولا تردد.
وأما إذا نظرنا إلى إرث المرأة في الإسلام فله أحوال عدة، وليس أمر "للذكر مثل حظ الأنثيين" مطردا في كل قسمة فيها امرأة؛ بل الأمر لايتجاوز أربع حالات. بينما هناك حالات أكثر ترث فيها المرأة أكثر من الرجل، و تُقدم على الأب والأخ والعم والخال؛ أو ترث هي ولا يرث الرجل، أو تتساوى مع الرجل. فمن يطلب تسوية المرأة بالرجل في كل حال، فإنه سيظلمها في حالات كثيرة ترث هي فيه أكثر أو ترث هي ولا يرث الرجل.
وهذه الطريقة في تقسيم الإرث قد سبق بها الإسلام سائر الأمم في إثبات حق المرأة حين كانت الشعوب والملل الأخرى لا تلقي للمرأة بالًا ولا تقيم لها وزنًا. فإلى عهد قريب كانت المرأة في الغرب غير مستحقة لأن ترث.
ولنختم بمقولة لأحد عقلاء الغرب من غير المسلمين عن نظام الميراث الإسلامي.
قال غوستاف لوبون: "وتُعد مبادئ الميرات التي نص عليها القرآن بالغة العدل والإنصاف... ويظهر مقابلتي بينها وبين الحقوق الفرنسية والإنجليزية أن الشريعة الإسلامية منحث الزوجات –اللائي يُزعم أن المسلمين لا يعاشرونهن بالمعروف- حقوقًا في الميراث لا نجد مثلها في قوانيننا"[7]
فالإسلام يقدم نموذجًا فريدًا رائعًا متكاملًا، لتحقيق مصالح البشرية أفرادًا وجماعات. وهذا النموذج يعد مفخرةً لكل مسلم؛ له أن يباهي به الأمم، ويذكره في كل محفل، ويعرضه في كل مجمع، ويدعو الناس إليه. فلا يليق بمسلم عرف ربه، كلما رُمي بشبهة طأطأ رأسه خجلًا، وارتعدت فرائصه، ووقف على استحياء يدافع دفاع العاجز. فأي إيمانٍ هذا الذي يضطرب ويتهافت لأقل نسمة هواء يتعرض لها. فلله الحمد والمنة، ديننا فيه من القوة والصلابة في الحجج والبراهين، ما يجعلنا في موقف المهاجم القوي الواثق، الذي يأتي على دعاوى كل معترض فيذرها شذرَ مذرَ. لا سيما وأننا دائما نجد المخالف المعترض، كثير العجز والاضطراب في تقديم النموذج المثالي العملى الشامل الذي يرقى لأن يكون بديلًا لما اعتَرَض عليه.
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله، وصحبه، وسلم.
[1] اللأدري: من يقول إن وجود خالق لهذا الكون أو عدم وجوده أمر غير معروف و لا يمكن معرفته؛ فهو لا يثبت وجود رب ولا ينفي ذلك.
[2] الربوبي: من يؤمن بوجود الخالق، ويعتقد أن الله خلق الكون ثم تركه، فلم يرسل رسلًا ولم يُنزِّل كتبًا.
[4] https://www.huffingtonpost.com/entry/how-to-stop-domestic-violence-murder_us_56eeb745e4b09bf44a9d85f6
[5] https://www.forbes.com/sites/jwebb/2016/03/31/women-are-still-paid-less-than-men-even-in-the-same-job/#5c9fd99f4709
[6] http://www.independent.co.uk/news/uk/home-news/women-islam-the-rise-and-rise-of-the-convert-6258015.html
[7] حضارة الغرب، غوستاف لوبون ص 389-401 نقلا عن تنزيه القرآن الكريم للدكتور منقذ السقار ص290
Comments